Friday, September 23, 2011

وطني


وطني.... يا جبل الغيم الأزرق ..... وطني...... يا قمر الندي و الزنبق
                           
يصدح صوت فيروز يداعب  نغم  كمنجة شرقية  
يختلط بأصوات الشوارع المكتظة , بأبواق سيارات الشرطة  
وبصوت أغنية أجنبية تأتي من إحدى السيارات
 التي تبدو من هذا الارتفاع بأحد أبراج الغربة كنقطة صغيرة
كيف وصلت إلى هنا ؟ معلقا في الهواء لا ارض تحت أقدامي؟
 يجد قلب المغترب لحظات ما بين ساعات الركض وراء الحلم الأمريكي
أو أي حلم آخر ابعد أبناء الأرض عنها
ليرنو نحو الوطن
بخوف وفخر وقلق واشتياق
كمن يرى زوجته تتمخض له ابنا فيسعد و يتلهف للقائه
 لكن يخاف عليه ويقلق من ألامها وصراخها
هكذا ترقب قلوب أولائك الذين لا يملكون أن يعلموا ماذا يحدث بأوطانهم بالفعل
وما الذي ستتمخط عنه هذه النزاعات تحت شعار الحرية
هل ستولد أوطانهم من جديد؟
هل ستنبثق لهم بيوت سعيدة هنالك؟ هل ستفتح لهم منابر حرة؟ هل سترجع الأمجاد؟
أم سيفوز الطغاة ويكسرون شعوبهم من جديد؟
او يسرق البعض دم الشباب ليصنع منه مجدا خاصا به ووطنا خاصا به؟
 فيختفي الوطن الذي عرفوه ليحقق مشروع أشخاص آخرين
والأولاد هؤلاء الذين لا يعرفون أكثر مما يعرف أقرانهم في الغربة عن بلادهم
هل لديهم حنين ؟ هل يفهمون تعلق أبائهم بأرض لم يروها قط ؟
وبين رشفة مستعجلة من فنجان القهوة قبل أن يبرد ونظرة في المرآة
تتناثر الأسئلة في البال
وتتابع فيروز

وطني...... وحياتك وحياة المحبة ... شو بِني؟ ... عم اكبر وتكبر بقلبي.....

ويبقى القلب معلقا على ذلك الشباك يرنو للحظة نحو الوطن
بخوف وعجز وأمل
هل سيعود وطني؟
هل سأعود إليه؟ هل تنتهي هذه الغربة؟
وهل أجد لي مكانا فيه؟
أما زالت تلك الشجرة العظيمة هنالك؟
 أياتي يوم استفيء بها من جديد؟
انا اخاف
فان لم تحرقها الازمنة والاطماع , فهل تنجو من هذا الصراع؟
 هل ينجو وطني؟ ام ستهدر هذه الدماء ؟

وايام الي جايي جايي ..... فيها الشمس مخباية ....انت القوي وانت الغني وانت الدني  .... يا وطني

Friday, September 2, 2011

سوق الجمعة

 تنتقل في لحظة صباح فيروزي ندي
 , من شوارع عمان القديمة
, التي ما زالت تدغدغ شبابيكها الخشبية ,
 بكر اشمع الشمس ,
 وهي تقاوم لدقيقة نوم اضافية ,
 الى ضخب حي يملؤك بالصحوة ,
هذا المكان ,
كل الناس ,
 و الباعة يهتفون ,
 يسوقون بضائعهم التي فرشت تلك الساحة الكبيرة ,
تفوح رائحة القهوة من ذلك الكشك في الزاوية هنالك ,
 وتتردد في البال اغنية فيروز ,
تعانق صوت اجراس الكنيسة الكنيسة القريبة " قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس ... وتشتي الدني ويحملو شمسية .." ,
يسرقك من لحظة الشرود مجموعة من السياح الاجانب ,
 يحاولون الوصول الى تلك الشماغات المعلقة هنالك ,
 ترى التمحيص في كل العيون ,
 تلك العيون لا تترك زاوية او طاولة عرض الا وتمر عليها ,
ثم يبدا التنقيب ,
  كل يريد تلك القطعة المناسبة له ,
 يبحث عن الكنز المخبا بين هذه البضائع الرخيصة ,
كل له كنزه هنا ,
 لكن عليه ان يبحث عنه جيدا ,
تفوح رائحة  السنين من المكان ,
بعض البضائع تحمل ملامح لها ,
 تحكي قصتة حياتها السابقة ,
 و بعد ان تنتهي الرحلة ,
 تنقل الغنائم الى السيارة ,
و نودع تلك الشوارع و الادراج التي ما زالت للتو تصحو