وطني.... يا جبل الغيم الأزرق ..... وطني...... يا قمر الندي و الزنبق
يصدح صوت فيروز يداعب نغم كمنجة شرقية
يختلط بأصوات الشوارع المكتظة , بأبواق سيارات الشرطة
وبصوت أغنية أجنبية تأتي من إحدى السيارات
التي تبدو من هذا الارتفاع بأحد أبراج الغربة كنقطة صغيرة
كيف وصلت إلى هنا ؟ معلقا في الهواء لا ارض تحت أقدامي؟
يجد قلب المغترب لحظات ما بين ساعات الركض وراء الحلم الأمريكي
أو أي حلم آخر ابعد أبناء الأرض عنها
ليرنو نحو الوطن
بخوف وفخر وقلق واشتياق
كمن يرى زوجته تتمخض له ابنا فيسعد و يتلهف للقائه
لكن يخاف عليه ويقلق من ألامها وصراخها
هكذا ترقب قلوب أولائك الذين لا يملكون أن يعلموا ماذا يحدث بأوطانهم بالفعل
وما الذي ستتمخط عنه هذه النزاعات تحت شعار الحرية
هل ستولد أوطانهم من جديد؟
هل ستنبثق لهم بيوت سعيدة هنالك؟ هل ستفتح لهم منابر حرة؟ هل سترجع الأمجاد؟
أم سيفوز الطغاة ويكسرون شعوبهم من جديد؟
او يسرق البعض دم الشباب ليصنع منه مجدا خاصا به ووطنا خاصا به؟
فيختفي الوطن الذي عرفوه ليحقق مشروع أشخاص آخرين
والأولاد هؤلاء الذين لا يعرفون أكثر مما يعرف أقرانهم في الغربة عن بلادهم
هل لديهم حنين ؟ هل يفهمون تعلق أبائهم بأرض لم يروها قط ؟
وبين رشفة مستعجلة من فنجان القهوة قبل أن يبرد ونظرة في المرآة
تتناثر الأسئلة في البال
وتتابع فيروز
وطني...... وحياتك وحياة المحبة ... شو بِني؟ ... عم اكبر وتكبر بقلبي.....
ويبقى القلب معلقا على ذلك الشباك يرنو للحظة نحو الوطن
بخوف وعجز وأمل
هل سيعود وطني؟
هل سأعود إليه؟ هل تنتهي هذه الغربة؟
وهل أجد لي مكانا فيه؟
أما زالت تلك الشجرة العظيمة هنالك؟
أياتي يوم استفيء بها من جديد؟
انا اخاف
فان لم تحرقها الازمنة والاطماع , فهل تنجو من هذا الصراع؟
هل ينجو وطني؟ ام ستهدر هذه الدماء ؟
وايام الي جايي جايي ..... فيها الشمس مخباية ....انت القوي وانت الغني وانت الدني .... يا وطني
No comments:
Post a Comment