Friday, October 14, 2011

انا بحكيلك القصة : الاردن


انا بحكيلك القصة :
الاردن :
في دولة شحيحة الموارد اوجدها عبث التاريخ بمرحلة نهاية الانتدابات الاوروبية بالشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى , لا اهمية لها تذكر ولا شعب يستحق الذكر ولا تحديد جغرافي يوجب بان تكون دولة , بين عبث مصالح الانتداب و اتفاقيات عبدالله الاول تشكلت الاردن , التي قويت وعمرت من قبل وفود اللاجئين المتحضرين على اهلها البدو الجهل من الضفة الغربية ليعمروها وتصبح دولة , هذا السيناريو يعزف على اوتاره كثيرا في الأونة الاخيرة ,
بتجاهل كامل لتاريخ الاردن المجيد عبر الاف السنين من الحضارات العظيمة المتعاقبة التي ببعض الاحيان حكمت معظم المنطقة , مثل حضارات الغساسنة والانباط والمناذرة , وانه تعمر على يد كل من سكنه من سكان اصليين هم اصحاب ارض استقبلوا اخوانهم من العرب وغيرهم وهؤلاء ايضا ساهموا بدور مميز في بناء الاردن , اليوم وفي تغيير كبير في السياسة الدولية بخصوص الشرق الاوسط , العدو الاكبر اليوم للمصالح الغربية والاسرائيلية هي ايران , وعلى ما يبدوا قد قرر الغرب وضع يده بيد الاخوان من جهة بوساطة تركية واصحاب المال والاعمال من جهة اخرى دعما لحركات تغيير في الانظمة كلية او جزئية في المنطقة , تضمن بهذه الحركة امريكا وحلفائها انها فائزة في كل الظروف , فاذا بقيت الانظمة فهي بالاساس عميلة لها بمجملها ما عدا سوريا طبعا وهذا لا يعني ان النظام السوري ليس عميل , هو فقط عميل للطرف الايراني , واذا ذهبت هذه الانظمة فالقادر على تشكيل معارضة منظمة ذات شعبية واسعة هم شريحتين , الاولى السياسيين من رجال الاعمال او المدعومين منهم وهؤلاء يدعون لمظاهر التغرب مع باطن فاسد وتدعمهم ثرواتهم التي سيوظفها اعلاميا وسياسيا , والاخرى هي الاخوان والسلفيين وهم يدعون لدولة اسلامية لكن طبعا سنية مما يناسب المصالح الامريكية في هذه اللحظة . لذا كما نرى فان التغيير كله هو مجرد تلاعب غربي إيراني في الاحجار بلعبة سني-شيعي قذرة .
وطبعا بينما المعارضة بكل اطيافها تحاول حلب غضب الشارع من الجوع والظلم والفساد لتعلي شئنها وتحقق مكاسب سياسية , ففي المقابل كل نظام يدعي ان شعبه لا يساوي شيئا بدونه وانه صنع البلد وانه حافظ الامن وان الشعب الذي يحكمه مفتت بحكم التعدد الطائفي في المنطقة او القبلي او المناطقي او الاصولي , وهو الذي يعزز من خلال اجهزته التربوية والتعليمية والاعلامية هذا التفتت بتذرع به ليبقى ويخيف شعبه في معادلة الامن او الاصلاح ؟
الشيء الوحيد الذي يستطيع العرب فعله , هو استغلال الدعم والامال الاوروبية , تاسيس دول مدنية ديمقراطية حقيقية وتقويتها والابتعاد عن الطائفية , وربما من ثم ايجاد وسائل للتعامل مع المد الايراني من جهة والمصالح الغربية من جهة اخرى بطريقة تمكن العرب ضمن اطار تحالف سياسي اقتصادي عسكري من قلب الموازيين وكسب بعض الثقل على المستوى السيادي المحلي والسياسي الاقليمي والدولي

No comments:

Post a Comment